تمهيد: حصل تطور في النموذج الذري عبر التاريخ حيث مر بعدة محطات بدءا بالفرضية الذرية على يد الفلاسفة الإغريق ووصولا إلى نموذج رذرفورذ.
النظرية الذرية للمادة:
نسبت إلى فلاسفة الإغريق (إبيكور Epicure لوسيب Leucippe وديمقريط Démocrite وأمبيدوكل Empédocle ...) أول من صاغ مفهوم الذرة، وكان تصورهم للبنية الذرية للمادة مبنيا على الحدس وليس على الملاحظات أو التجارب العلمية كما هو معروف في عصرنا الحالي. فكان تقديرهم للعالم المادي مبنيا على فرضية تتصور أن الأجسام مكزنة من دقائق خفيفة جدا غير مرئية وغير قابلة للتجزئة سميت Atomos (بالإغريقية لا يتجزأ)، وقدم هذا المذهب وشاع في القرن الأول قبل الميلاد عن طريق الفيلسوف لوكريس (Lucréce) (في منشوره De natura rerum ).
ولم تصغ أي نظرية أخرى إلا بعد ألفي سنة من ذلك، وهذا بعد أبحاث العالم دالتون Dalton في بداية القرن التاسع عشر سنة 1803م لتفسير الظواهر الكمية للكيمياء، حيث اعتبر أن المادة مكونة من الذرات كروية الشكل ومملوءة وغير قابلة للتجزئة.
في نهاية القرن التاسع عشر شكك في صحة نظرية دالتون، حيث تمكن العلماء من نزع دقائق صغيرة جدا (إلكترونات) مشحونة سابا من ذرات المادة. وكما كان مفترضا، أن المادة مكونة من ذرات متعادلة كهربائيا وأن الذرة تحوي حتما على شحنة موجبة لتعديل الشحنة السالبة للإلكترونات
تطور النماذج الذرية:
النموذج الذري لطومسون: THOMSON 1851م - 1940م
هو مكتشف الإشعاعات المهبطية التي تتشكل من دقائق شحنتها سالبة تدعى بالإلكترونات "كلمة إغريقية ELECTRON" وقد أعطى نموذج للذرة وقال بأنها عبارة عن كرة متعادلة كهربائيا مملوءة بمادة شحنتها موجبة تتخللها إلكترونات شحنتها سالبة كحبات الزبيب في الكعك
النموذج الذري لذرفورذ: Rutherford 1871م- 1937م
قام هذا العالم بقذف ورقة رقيقة من الذهب بدقائق ألفا (نوى لذرة الهليوم) وجد أن الذرة تتكون من:نقطة مادية مركزية موجبة الشحنة تتمركز معظم كتلة الذرة تدعى النواة مغطاة بسحابة من الإلكترونات سالبة الشحنة تدور حولها بسرعة كبيرة جدا.
استنتج رذرفورذ أن معظم حجم الذرة عبارة عن فراغ
إذن للذرة بنية فراغية.
كما توصل إلى أن النواة تحتوي على دقائق موجبة هي بروتونات p وأخرى متعادلة كهربائيا هي النيترونات n
لكن رذرفورذ لم يفسر استقرار الذرة مثلا "إمكانية سقوط الإلكترونات على النواة".
النموذج الذري لبور: Bohr 1885م- 1962م
جاء بور ليفسر استقرار الذرة حيث شبه حركة الإلكترونات حول النواة بالمجموعة الشمسية واعتبر أن الشمس هي النواة والكواكب هي الإلكترونات التي تدور في مدارات محددة ولا يمكن لإلكترون مغادرة مداره إلا إذا امتص كمية من الطاقة أو اصدرها.
النموذج الذري الحديث:
لم يعمر نموذج بور طويلا رغم تفسيره لعدة ظواهر فيزيائية وكيميائية آنذاك، إذ أدخل عليه سومر فيلد Summerfield عام 1916م تعديلا وتكميلات وأصبح يدعى بنموذج بور – سومر فيلد.