القائمة الرئيسية

الصفحات

قرص وزارة التربية الوطنية لجميع المواد Onefd


قرص وزارة التربية الوطنية
القرص يحتوي على دروس المراسلة لجميع المواد
Onefd

الواجبات المنزلية

هذا الملف يراد منه أن يكون للمعلم مرشدا و أداة فعالة له  و للتلاميذ , حتى يحقق النجاح المتوخى من الواجبات المنزلية .
تعطى الدروس و الواجبات بانتظام للتلاميذ حتى يتسنى لهم استكمالها في البيت لضمان الفهم الجيد لما درسوه في القسم .
ضمن هذا السياق, أسئلة عديدة تفرض نفسها, و تنتظر منا الإجابة الوافية 
لمــن هذه الواجبات ؟      لمـــــــــــاذا ؟      كيـــــــــف؟        من قبل من ؟
لا تهدف الواجبات فقط إلى مراجعة وتدعيم المادة التي تطرق إليها التلميذ في الفصل , بل تساعده على ترقية ذاته و استقلاليته و تنمية مفهوم المسؤولية عنده .
الواجبات تدعم عمل المعلم , تحسن مردود التلاميذ, تساعدهم على اكتساب عادات حسنة و تضمن لهم علاقة وطيدة بين البيت و المدرسة .
بينما حسب "Lee Canter " :" تكليف التلميذ بواجبات كثيرة , ليس بالضرورة شئ حسن . الواجبات التي تحدث عند التلميذ إحباطا و تذرفه دموعا هي أسوأ حالا عليه من عدمه إطلاقا"
من خلال الواجبات المنزلية التي تعطى إبان السنوات الأولى ( الابتدائي) يتعلم الطفل :
1- يعمل بالتوجيهات و يتبعها .
2- ينجز عملا شخصيا .( بمفرده) .
3- يبدأ و ينهي مهمة يكلف بها .
4- يسير وقته بإحكام .
5- يعطي أحسن ما لديه .
كلما أعطى المعلم واجبا فإنه ’يلزم في العملية ثلاث مجموعات :  التلميذ  ,  الأولياء , و المعلم نفسه .   ينجز التلميذ واجبه و يعيده ,فيتعين على المعلم أن يتأكد من قدرة التلميذ على إنجاز واجبه,و على الأولياء تدعيمه و تشجيعه في المنزل .
على المعلم أن يغرس قاعدة صلبة, حتى يتأكد من نجاعة الواجبات التي يقدمها, و على هذا عليه أن يعلم للتلميذ :    1- يأخذ واجباته للمنزل .
                       2- يجد فضاء عمل مناسب .
                       3- ينجز عملا شخصيا و بأحسن ما يمكن .
                       4- يعيد الواجبات إلى المدرسة.
و على المعلم أن يعرف الأولياء بـ:
                      1- متى وكيف يساعدون الطفل ( التلميذ).
                      2- كيف يؤصلون  و يدعمون عادات حسنة عند الطفل .
و من هنا يعمل المعلم على  أن :
1- يقدر الطفل على إنجاز العمل .
2- يفهم الطفل توجيهاته و ينفذها .
3- يجمع الواجبات و يصححها .
                            4-   يمكن الطفل و الأولياء من الدعم اللازم

في الصفحات القادمة سوف نعالج النقاط الآتية :
                            1- العمل الشخصي , لمــــــــــاذا ؟   , و  أيـــــــــن ؟ .
                            2- تحليل الآثار الإيجابية و السلبية للواجبات .
                            3- دور الواجبات في عملية التعلم لدى الطفل .
                            4- العلاقة  مدرسة- أسرة :  دور الأولياء , الشراكة ......
4- مفارقة العمل المنزلي : العمل , عامل انتقاء ( اختيار ) اجتماعي .
5- كيف , ننجز منظومة واجبات ؟
6- كيف نعلم التلاميذ ينجزون واجباتهم بصورة مسؤولة .؟
7- كيف نحقق واجبات ناجعة في مراحل أربع ؟ .
8- كيف نحفز التلاميذ ينجزون واجباتهم ؟
9- ماذا نعمل في حال التلاميذ لم ينهوا واجباتهم ؟
10- نموذج لواجب خلاق .
 العمل الشخصي :  لماذا ؟ و أين ؟ .

الأعمال التعليمية الحالية تتركز على الجانب البناء لاكتساب المعلومات , يشرح (Gérard de Vecchi)انطلاقا من أعماله في كتابه :"Aider les élèves a apprendre" أن الطفل يبني معرفته ,فالمعرفة لا تنتقل ’ وهذا يعني أن التلميذ هو العنصر الفعال ( السيد ) في تحقيق معرفته و فهمه ,و يحقق ذلك بمساعدة المعلم . و بمفهوم آخر:"  ليس من يعلم التلميذ , المعلم , بل التلميذ نفسه من يتعلم, بواسطة المعلم ."
و عليه جرت أبحاث كثيرة في مقاطعة "Québec "( كندا) سنة 1993 م من قبل: Laroche . ,Legault ,و Giroux , بينت :" لا توجد علاقة بين العمل المنزلي و التفوق المدرسي في بداية المرحلة الابتدائية " بينما في المرحلتين المتوسطة و الثانوية, الأعمال المدرسية تصبح أكثر إلزاما  (ذات أهمية أكبر) و بكمية أكبر بمرور السنوات . لكن .Meirieu   P يؤكد :"أحسن عمل منزلي لا يعوض بأي حال  العمل الذي لم ينجز في القسم ."
هؤلاء الباحثون يوضحون أن التلاميذ الذين يعملون أكثر في المنزل يحصلون على نتائج ليست بالضرورة أحسن من نتائج الذين يعملون وقتا أقل. و بهذا  فهم :" يتبنون بيداغوجية متباينة في مجال العمل المنزلي ,بالنسبة لهؤلاء سؤال مهم يفرض نفسه :لماذا يفهم التلميذ في منزله ما لم يفهمه في المدرسة ؟ فهم يحثون المعلمين على تغيير بيداغوجية تعليم مختلف الطرق , ويترافعون من أجل الاعتراف بالمجهود المبذول .
فيما يخص تأثير العمل المنزلي في تطوير استقلالية التلميذ في بناء ذاته , يشرح (Steffen   و Favre ):"من الأجدر أن يخضع التلاميذ يوميا إلى مهام ينجزونها لوحدهم ." فهم يعطون نموذج تطبيق المراجعة الذاتية للمواد التي تعلموها في القسم,و يؤكدون على أن العمل المنزلي يمكن أن يجلب الإضافة اللازمة , لأن التلميذ يتعلم خلاله التكفل بذاته خارج النطاق المدرسي .
و هنا يتدخل دور الأولياء . فعلا و بالرغم من أن التلميذ يمكنه القيام بالعمل  لوحده , يمكن للأولياء , و بطلب من التلميذ , أو باختيارهم , يتدخلون عادة بصورة واضحة في عمل أبنائهم , و عليه فالتلميذ لا يعمل دوما لوحده بصفة ذاتية .
فوق هذا , إذا كان على التلميذ أن يخضع لاشتراط و تطلعات المعلم في إنجاز مهمته , هذا يعني أن عليه أن يتطابق حتما مع رغباته , و منه لا يمكن له أن ينمي أي استقلالية لديه .
و ختاما يفسر الباحثان : إن الاستقلالية تكتسب خاصة في القسم و ليس في العزلة , لأن دور المعلم هو تعليم التلميذ كيف ينمو فكريا باستقلالية تامة عنه , يأخذ القرارات , ينفذها ,في الأبعاد الزمنية و الفضائية , والاجتماعية ,...... وهذا لا يمكن للتلميذ أن ينجزه إلا من خلال الأعمال الشخصية , لمشاريع خاصة , هو مهندسها , تمثل له رغبة يسعى لتحقيقها بكل مسؤولية .
مجمل القول : مختلف الكتاب سالفي الذكر , هم في مرحلة الوصول إلى أهمية العمل الشخصي ,تكوين وتنمية الذاتية , لأنه ليس المعلم من يكسب التلميذ معلومات بل التلميذ هو الذي يتعلم .لكنهم متفقون كذلك , على أن العمل يجب أن ينجز أساسا بواسطة المعلم في القسم أولا , والعمل المنزلي يمكن أن  ينمي هذه الذاتية, شرط أن تتغير سلوكيات المعلمين و الأولياء .
الآثار الإيجابية و السلبية للعمل المنزلي .

في جميع أقطار العالم , كثيرون هم الباحثون الذين اهتموا بمزايا وعيوب الواجبات المنزلية .في سنة 1981 جمع ( Knorr)عدة أبحاث وهذا قصد إرساء قائمة من (30) ثلاثين مزية و (20) عشرين عيب .بعد ذلك ببضع سنين في 1989 , جمع باحث آخر الآثار الإيجابية و السلبية للعمل المدرسي في المنزل كالآتي :
الآثار الإيجابية :
1- آثار مدرسية فورية : يفهم , يستوعب جيدا المواد المدروسة , ينمي الفكر الناقد , و يثري البرامج المدرسية .
2- آثار مدرسية طويلة المدى : ينمي عقلية متابعة الدراسة , يحسن السلوك اتجاه المدرسة , يشجع التعلم و المطالعة خلال أوقات الراحة و الاستجمام .
3- آثار غير مدرسية :  يتوجه إلى إرساء قواعد السلوك الجيد لدى التلميذ ,يحفزه , و يحسسه بمسؤولياته نحو عمله , ينمي لديه استقلالية كبيرة في حل مسألة شائكة , ي عنده استعدادات كبيرة لتنظيم الوقت , و إثارة الفضول الفكري .
الآثار المرتبطة بالأولياء :
                   يلاحظون , يتدخلون في التربية المدرسية لأبنائهم .
الآثار السلبية :
1- يتشبع التلميذ فيفقد أهمية المادة المدروسة .
2- يتعب التلميذ جسديا و حسيا .
3- يغش , فيعمل على نقل الأعمال .
4- يعتمد على المساعدة الزائدة عن اللزوم في تحقيق العمل .
5- يمل , لتقلص وقت الراحة و الترفيه و النشاطات الاجتماعية
6- يحدث تداخل في عمله الشخصي من طرف متدخلين غير نزهاء أو يخضع لضغوطات هو في غنى عنها , من طرف بعض الأولياء, فيخلط بين مختلف التقنيات المقترحة التي يقترحها المعلم.