القائمة الرئيسية

الصفحات

ما هي حقيقة الحياة النفسية هل هي خاضعة لتأثير الشعور أم لتأثير اللاشعور ؟

 ما هي حقيقة الحياة النفسية هل هي خاضعة لتأثير الشعور أم لتأثير اللاشعور  ؟

طريقة جدلية 

1) مــرحــلــــة طــــرح الــمــشــــكلــــة : 

الإنسان كائن ذو بعدين بعد جسمي مادي و بعد روحي نفسي يشكل الحياة النفسية و حول هذه الأخيرة إهتمام الفلاسفة قديما و حديثا حيث بحثوا في موضوع الحياة النفسية و طبيعتها و أشهر من قام بذلك نذكر رواد علم النفس التقليدي و رواد علم النفس الحديث و قد تضاربت آراء هؤلاء حول تفسير حقيقة النفس فقد إعتبرت المدرسة الأولى ( مدرسة علم النفس التقليدي) أن الشعور هو الأساس الوحيد الذي يفسر لنا ما بأنفسنا و كل نشاط نفسي هو شعوري بالضرورة و لكن أنصار المدرسة الحديثة رفضت هذه الفكرة و إعتبرت أن الشعور ما هو إلا جزء من النشاط النفسي و كشفت عن وجود جانب خفي لاشعوري يعد مصدر لكثير من النشاطات النفسية و هذا ما يدفعنا إلى طرح السؤال التالي : ما هي حقيقة الحياة النفسية ؟ هل هي خاضعة لتأثير الشعور أم اللاشعور؟ 

2) مــرحــلــــة مــحــاولــة حــل الــمــشــكــلــة : 

أ)  الـمـوقــف الأول : 

يعتقد أصحاب المدرسة التقليدية في علم النفس يتقدمهم #ديكارت و آلان و هوسرل و برغسون أن الشعور هو الأساس الوحيد الذي تقوم عليه الحياة النفسية و الوعي يدرك جميع نشاطات النفس و أفعالها و لا توجد خارج الحياة النفسية إلا الحياة الفيزيولوجية فهي مطابقة للحياة الشعورية فكل ما هو نفسي شعوري بالضرورة حيث يرى فلاسفة الإتجاه الكلاسيكي ما هو عقلي هو بالأساس شعوري و رفضوا إمكانية قبول وجود عمليات عقلية غير مشعور بها أي لا واعية ما دامت كلمة عقلي تعني شعوري فلا يمكن هذا عقلي و لا نشعر به حيث إنطلق هؤلاء من مسلمة أساسية في قول الفيلسوف روني_ديكارت : " أنا أفكر إذن أنا موجود" . و هذا ما يسمى بمبدأ الكوجيتو فيكفي أن يحلل المرء شعوره ليتعرف بشكل واضح على كل ما يحدث في ذاته من أحوال نفسية أو ما يقوم به من أفعال فالشعور و النفس مترادفان و هذا يعني أن الشعور أساس الحياة النفسية و يؤكد هؤلاء موقفهم بحجج و براهين. 

الحــجــج : 

يعتبر ديكارت من أشهر علماء النفس الكلاسيكي حيث تتضح المطابقة الديكارتية بين الحياة النفسية و الحياة الشعورية من خلال مبدأ الكوجيتو " أنا أفكر أنا موجود " إن الإنسان بإعتباره ثنائية الجسم و الروح فإنه يعي كل ما يحدث في نفسه من أحوال و نشاطات نفسية كالفرح و الحزن كل ما يتجلى في أعماق النفس من أفكار و أحاسيس و عواطف و رغبات ينقله الشعور مباشرة إلى الفكر فيتعرف الفرد على حقيقة حياته فلا يمكن أن نتصور عقل لا يعقل أو وعي لا يعي فلا شيء يحدث في النفس دون أن يشعر أو يعيه أو يعرفه صاحبه فكل ما هو نفسي شعوري بالضرورة و هذا ما جاء في قول #هوسرل بكتابه تأملات ديكارتية: " كل شعور هو شعور بموضوع ما أو شيئ من الأشياء بحيث لا يبقى هناك فاصل بين الذات و الموضوع " . و يؤكد #ديكارت أيضا أن نشاط الروح يتمثل في التفكير حيث يقول : " لا وجود لحياة نفسية خارج الروح إلا الحياة الفيزيولوجية حيث أن النفس لا تنقطع عن التفكير إلا إذا إنقطع وجودها " . و عليه نستنتج أن الشعور يتسع لكل الحياة النفسية فالشعور نفسي و اللاشعور بدني ( جسمي) فمثلا لا نشعر بعمل المعدة أو الدورة الدموية أو حركة العينين لأن هذه أفعال جسمانية لاشعورية و لأن الشعور يتميز بالإستمرارية فإن الأحوال النفسية في الحاضر هي إمتداد للأحوال النفسية الماضية و يبقى الفرد يشعر بها طيلة حياته هذا ما أكده #إبن_سينا أما #هنري_برغسون فقد أكد أن الحياة النفسية متجدد متواصلة و يقدم لنا مثالا واضحا حول فكرة الديمومة فمثلا الشعور بالفرح و إذا إنعزل عن الحياة النفسية يكون ضعيفا لكنه يكون أقوى إذا إرتبط بها لأن الديمومة هي تعبير حقيقي عن الوجدان الباطني دون أن يكون هناك إنقطاع بين الماضي و الحاضر و المستقبل الشعوري و يقول #آلان : " أن الإنسان لا يستطيع أن يفكر دون أن يشعر بتفكيره " و بمعناه أن الإنسان لا يتمكن من أن ينفعل أو يفكر أو يريد دون أن يشعر بذلك و في الفلسفة اليونانية نجد #سقراط حيث يقول " إعرف نفسك بنفسك " بمعنى أن الإنسان يعرف أحواله الداخلية من قلق و فرح و حزن عن طريق الشعور فالشعور إذن معرفة أولية كما أكد #هنري_آي : " الشعور و الحياة النفسية مترادفان و بالتالي فإن الظاهرة إما لاشعورية فيزيائية أو شعورية نفسية " و يقصد أن الظواهر الإنسانية النفسية كلها شعور أما إذا كانت لاشعورية فهي ليست نفسية بل فيزيائية جسمية كما قال #ديكارت : " النفس جوهر ميثافيزيقي بسيط جوهره الشعور " و يعني أن النفس قائمة على أساس الشعور و يقول #إبن_سينا : " الشعور بالذات لا يتوقف " و معناه أن الشعور دائم لا ينقطع أبدا و عليه لا وجود للاشعور فالذات تظل واعية في حالة شعور لا تنقطع عنه . 

_ نــقـذ الــموقــف الأول : 

لقد بالغ أنصار هذا الطرح فيما ذهبوا إليه صحيح لا يمكن إنكار حقيقة الإنسان ككائن عاقل و واع لكن هذا لا يعني أن الشعور وحده هو كل الحياة النفسية و إلا بماذا نفسر بعض السلوكات التي تصدر من الإنسان و لا يعي أسبابها كما أننا نتصرف أحيانا تصرفات لا ندري أسبابها و لا يمكننا إدراجها في ساحة الشعور لأننا لا نشعر بها و إذا كانت الحواس غير قادرة على إستيعاب العالم الخارجي فالشعور كذلك لا يمكنه إحتلال ساحة النفس وحده فمعطيات الشعور غير كافية لمعرفة و تفسير كل تصرفات الفرد و أفعاله إذ أن هناك أفعالا و سلوكات تصدر عنه فيستغربها و يجهل أسبابها و دوافعها كزلات اللسان و القلم و الأحلام و بعض الإضطرابات العصبية حيث يقول #داروين : " النفس خرافة ميثافيزيقية كما أن أنصار الشعور لم يميزوا بين الشعور كظاهرة نفسية و بين الفكر كعملية عقلية بالإضافة إلا أن الشعور لا نلمسه و لا نراه و لا يمكن قياسه إذن فهو غير موجود هذا يعني أن الشعوريين عاجزين عن فهم حقيقة النفس بل كيف نفسر السلوكات الغامضة الصادرة عنا مثل كرهنا لشخص نراه لأول مرة إصابتنا بتأنيب الضمير تجاه حالة ما أو البكاء بدون سبب " . و أثبت علم النفس الحديث من خلال تجارب أقامها بعض الأطباء #كشاركو و #برنهايم و #فرويد أن الحياة النفسية ليست مرادفة للشعور بل هي أوسع بكثير فقد تكون أفعالنا النفسية لاشعورية و من هنا كيف نفسر الإضطرابات الذهنية و الحركية مثل فقدان الذاكرة و الشلل و التشنج و هذا ما عجز على تفسيره الشعوريون كظاهرة نفسية و أكده #فرويد في قوله : " إن مجرد إعطاء معنى للأعراض العصبية بفضل تفسير تحليلي يشكل حجة دامغة على وجود نشاطات نفسية لاشعورية " و في الأخير لا يمكن تفسير كل سلوكات الإنسان بإرجاعها إلى الشعور لأن معطيات الشعور ناقصة و غير، كافية لمعرفة ما يجري داخل الإنسان. 

ب) مــوقــــف الـثــــانــــي : 

على خلاف الموقف الأول يرى أنصار هذا الموقف أن الحياة النفسية أوسع من الحياة الشعورية و كل نشاط نفسي ليس بالضرورة نشاطا شعوريا بل الشعور لا يشكل إلا جزءا ضيقا و مساحة صغيرة من الحياة النفسية التي يتحكم فيها اللاشعور و من أنصار هذا الموقف رواد علم النفس الحديث يتقدمهم #فرويد و علماء الأعصاب منهم #برنهايم و #شاركو و بعض الفلاسفة #كانط و #بيرجاني و المقصود باللاشعور فنظر هؤلاء هو جملة الدوافع و الرغبات المكبوتة التي تؤثر على سلوك الإنسان و تفكيره دون أن يكون شاعرا بها و بكيفية تأثيرها و هي تسعى دوما إلى الإشباع مما يجعلها تمارس ضغطا مستمرا على الإنسان إلى حد أنه لا يمكن تفسير سلوكه إلا على ضوء معطيات اللاشعور و يعتبر الفيلسوف #ليبنتز من الفلاسفة الأوائل الذين أشاروا إلى وجود فكرة اللاشعور حيث أكد أن هناك دلالات كثيرة تثبت أن لدينا في كل لحظة عددا لا حصر من الإدراكات تفلت من قبضة تأملنا و أن نفوسنا تنطوي على تغيرات لا ندركها و إلا بصورة مبهمة و يعني أن في نفوسنا أفكار تخفى على الشعور لكن مع ظهور الدراسات التي أجراها أطباء الأعصاب #بروير و #شاركو و #برنهايم و خاصة الطبيب #فرويد هي التي أدت إلى إكتشاف اللاشعور و إثبات وجوده حيث يقول مؤسس مدرسة التحليل النفسي #سيغموند_فرويد : " اللاشعور فرضية لازمة و مشروعة مع وجود الأدلة التي تثبت وجود اللاشعور " فالشعور ليس هو النفس كلها بل هناك جزء هام لا نتفطن عادة إلى وجوده رغم تأثيره المباشر على سلوكاتنا و أفكارنا و إنفعالاتنا فالكثير من مظاهر السلوك كالأحلام و هفوات اللسان و أخطاء الإدراك و النسيان لا يمكن تفسيرها إلا بإفتراض اللاشعور و لقد برر هؤلاء موقفهم بحجج و أعلن نذكر منها . 

الحــجــج : 

إن الإضطرابات العصبية سببها نفسي لا عضوي و هذا ما كشفته أبحاث القرن التاسع عشر على يد #شاركو و #برنهايم و #بروير حيث تم التمكن من إيجاد علاج مرض عصابي يسمى الهستيريا عن طريق التنويم المغناطيسي و أعراض هذا المرض كما ضبطها شاركو و بيارجاني إضطرابات ذهنية و حركية و تتمثل طريقة التنويم المغناطيسي في تنويم المحلل النفسي للمريض مغناطسيا المحلل يسأل و المريض يجيب يسترجع أفكار و يحدث أن يواجه المريض بعض الذكريات المخجلة أو المخزنة فيساعده المحلل النفسي على تجاوزها مثال ذلك أن فتاة في 23 من عمرها كانت تحبس و تخفي دموعها عن والدها المريض و بعد موته فقدت بصرها و عند الكشف عنها طبيا تبين أن عينها و شبكتها سليمة من الناحية الجسمية فأخضعت للتنويم المغناطيسي فأقرت بالسبب الحقيقي لمرضها فشفيت و إسترجعت بصرها إلا أن #فرويد رفض هذه الطريقة و كشف أبحاثه إلى أن وصل إلى منهج التحليل النفسي يقول في كتابه حياتي و التحليل النفسي : " إن كل شيئ في المقام الأول لاشعوري أما الخاصية الشعورية فقد تظهر و لا تظهر " حيث إكتشف #فرويد علاقات الأمراض العصبية بالمكبوتات يقول إن فرضية اللاشعور حسب مدرسة التحليل النفسي الأحلام إذ تعتبر مجال لظهور الرغبات اللاشعورية فمثلا الطفل الذي حرم من لباس العيد يرى نفسه في الأحلام أنه داخل متجر مليئ بالألبسة الجميلة فلتات اللسان و هي تلك الهفوات التي تصدر عن لسان صاحبها أو قلمه فقد ينطق الفرد بعكس ما يريد أن ينطق مثلا عندما أريد أن أنادي على زميلي عبدالمالك أنادي أكرم ذلك أن الساحة اللاشعورية كان مكبوت فيها أكرم لذلك أعتبرت نظرية اللاشعور عند #فرويد أو التي سماها التداعي الحر حيث يجلس المحلل النفساني المريض على أريكة أو سرير يترك أفكاره تتداعى و يطلب منه التكلم عن أي شيئ مهما كان تافها أو غير مهم و منه قسم مستويات الجهاز النفسي إلى ثلاثة أجزاء : الآنا الأعلى : هو جزء النفس يمثل سلطة الوالدين و المجتمع, الهو : منطقة لاشعورية تمثل مجموع الرغبات و الغرائز و الدوافع التي لا تتوقف عن المطالبة بالإشباع، الآنا : منطقة شعورية تعمل على التوفيق بين متطلبات الهو و الآنا الأعلى و يؤكد #كانط و #برنهايم أن الأحوال النفسية بمختلف أفعالها العقلية و إنفعالاتها قائمة على اللاشعور لأن هناك دلائل فلسفية و عليه تؤكد وجود حياة نفسية لاشعورية حيث يقول #كانط " أن نفوسنا تتضمن تغيرات نذركها بصورة مبهمة و هذا يعني وجود أفكار تحض عن الشعور " و يؤكد #فرويد أيضا على أدلة أخرى لتبرير اللاشعور منها أخطاء الإدراك فالإنسان لا يدرك الأشياء كما هي و إنما حسب الرغبة المكبوتة في صفحة اللاشعور و قد ركز #فرويد كذلك على الفن و أبعاده الخفية و إعتبره رغبات لاشعورية مكبوتة لم تستطع التحقيق فإنطلقت نحو الإبداع الفني كل هذه الأدلة في رأي #فرويد تبين مدى تأثير اللاشعور في حياتنا اليومية و قد أولى #فرويد أهمية قصوى للغريزة الجنسية الليبيدو و دورها في تفعيل السلوك حيث يقول : " إن الإنسان يقوم و يملك رغبات مثل الليبيدو لكنها تصطدم بالمقاومة فيضطر الفرد إلى كبتها فيعيش بذلك صراعا بين الهو و مطالب الآنا الأعلى " و يقول أيضا : " إن فرضية اللاشعور لازمة و مشروعة و لنا أدلة كثيرة تثبت وجود اللاشعور " و معناه أن إستطاع إثبات أن هناك حالات نفسية لا يعيها الإنسان كما قال : " إننا نستمد مفهومنا للاشعور من نظرية الكبت " و هناك أثبت #فرويد وجود الكبت الذي يؤدي إلى ظهور حالات لاشعورية كما تبين أن الحياة النفسية ليست كلها خاضعة لتأثير الشعور و إنما هي خاضعة كذلك لتأثير اللاشعور حيث يقول #جون_واطسون : " الشعور خرافة ميتافيزيقية " حيث إن فرضية اللاشعور الفرويدية ما وضعت إلا من أجل نفسى السلوك الإنساني إنها تساعدنا على إلقاء الضوء على حالات المرض النفسي أو حالات الإضطراب في مستوياتها المختلفة و هي فرضية تساعدنا أيضا في تفسير مظاهر السلوك العادي التي لا تستطيع فرضية تطابق الحياة النفسية مع الحياة الشعورية أن تفسرها

نقذ الموقف الثاني : 

إن هذا الموقف المؤيد لفكرة اللاشعور موقف مبالغ فيه لأن الحوادث النفسية لدى الفرد تجري في مجال الشعور بالدرجة الأولى و الإنسان ليس مجرد كائن تتحكم فيه حزمة من الغرائز و إنما كائن عاقل و واعي يعي أسباب أفعاله لأنصار هذا الموقف الثاني ركزوا في تفسيرهم لطبيعة الحياة النفسية على دور اللاشعور أو اللاوعي مع العلم أن الإنسان كائن واعي ف اللاشعور يبقى مجرد فرضية قد تصلح لتفسير بعض السلوكات غير أن مدرسة التحليل النفسي جعلتها حقيقة مؤكدة مما جعلها تحول مركز الثقل في الحياة النفسية من الشعور إلى اللاشعور الأمر الذي يجعل الإنسان أشبه بالحيوان مسير بجملة من الغرائز و الميول و المكبوتات في اللاشعور كما أن فرويد عندما أخضع تصرفات الإنسان و سلوكاته تسيرها الغرائز اللييبود يجعلنا نفهم أن الإنسان حيوان تسيره مجموعة من الغرائز ضف إلى ذلك أن نتائج التنويم المغناطيسي كانت محدودة و نظرية فرويد أهملت الظروف الإجتماعية و تأثيرها على السلوك بل أن تلاميذ فرويد رفضوا إرجاع اللاشعور إلى الليبيدو فهو لم يجري تجاربه على المرضى الذين يخافون من الإطلاع عن الحقيقة حيث يقول #جون_بول_سارتر : " إن مفهوم اللاشعور النفسي مفهوم متناقض إذ لا توجد طريقة الوجود إلا أن أعيد أنني موجود " و يقصد أن النفس شعورية و إفتراض وجود اللاشعور فيها يجعلها شعورية و لاشعورية و هذا تناقض و يقول الطبيب #ستيكال : " لا أؤمن باللاشعور لقد آمنت به في مرحلتي الأولى لكن بعد تجاربي التي دامت ثلاثين سنة أيقنت أن الأفكار المكبوتة إنما هي تحت الشعورية " و يقصد أنه لا وجود للاشعور لأن ما نظنه لاشعوري هو شعوري لكن يرفض أصحابه رؤيته لأن المرضى يخافون من رؤية الحقيقة. 

_ الــــتــركــــيــب : 

من خلال كل ما سبق و إنطلاقا من النظرية الكلاسيكية و التي إهتمت بالحياة النفسية الشعورية و كذلك مدرسة التحليل النفسي التي إهتمت بالحياة النفسية اللاشعورية يظهر لنا موقف تركيبي يفسر لنا الحوادث النفسية المركبة من الشعور و اللاشعور كعنصرين متكاملين بسبب وجود العديد من السلوكات و الإنفعالات التي لا يمكن تفسيرها ضمن الشعور وحده لفرضية اللاشعور هي الأخرى ساهمت في تفسير هذه الأفعال و التي، كانت في أغلب الأحيان غامضة أو غير معرفة فليس من المعقول القول بأن الذات البشرية تدرك و تعي بوضوح كل ما يجري فيها و ليس بإمكانها تغيير الأمور أو التصرف فيها بكل الحرية و نعتقد أن #فرويد صادق نسبيا حينما قال : " إن الآنا ليس سيدا في بيته " هدا ما جعل للإنسان قدرة على تفسير الكثير من الأفعال التي يقوم بها دون وعي يجعلنا نؤمن باللاشعور كقسم عميق في النفس لكن الإصرار المذهبي على إعتبار فكرة اللاشعور مبدأ و أساس كل نشاط نفسي فيه الكثير من المبالغة و نتيجة لما ذكرناه يمكننا القول أن الحياة عند الإنسان شعورية و لاشعورية أن ما لا يمكن فهمه من السلوك الشعوري يمكن فهمه باللاشعور بالإضافة إلى أن الغريزة الجنسية تبقى تشكل عنصرا فعالا إلى جانب العقل فهدا يبين أن الإنسان مركب من عقل و غريزة( شعور و لاشعور) و بفصلنا في هذا العناد الفكري تبين أن الحياة النفسية حياة عميقة يحكمها الوعي و اللاوعي تتشكل بينهما علاقة جانبين متكاملين متفاعلين الشعور و اللاشعور و صدق من شبه الحياة النفسية بتلك القطعة الجليدية التي تطفو على سطح البحر الجانب الظاهر منها يمثل الشعور أما الجانب الخفي تحت الماء فيمثل اللاشعور (و هذا أيضا في نظري #رأيي_الشخصي) . 

3) مرحلة حــــل الــمــشكــلــة :

إن الحياة النفسية خاضعة لتأثير الشعور و اللاشعور و في الأخير نؤكد أن العلاقة بين الشعور و اللاشعور هي علاقة تكامل في فهم الحياة النفسية الشعور بحوادثه و أحواله التي بدونها لا يتأتى للإدراك و سائر الوظائف العقلية الأخرى أن تتفاعل فيما بينها أو مع العالم الخارجي و اللاشعور بمخزونه المتنوع كرصيد ثري يمكن في آن واحد من إستكشاف تاريخ الفرد و كذا تقويم سلوكه فهما ثنائية متكاملة الشعور يعتبر مسألة حيوية نفسر من خلالها كذلك مختلف الحوادث النفسية لكي يتمكن الفرد من تحقيق التكيف مع الواقع و اللاشعور أيضا كما دكرنا سابقا يساعد على الإطلاع في حياة الإنسان النفسية المكبوتة و تقويم سلوكه و التعرف على شخصيته و هكذا يتضح أن الإنسان يعيش حياة نفسية ذات جانبين جانب شعوري يمكننا إدراكه و الإطلاع عليه من خلال الشعور و جانب لاشعوري لا يمكن الكشف عنه إلا من خلال التحليل النفسي إذن فالحياة النفسية تتأرجح بين الشعور و اللاشعور و كما يقال : " إذا كان الشعور يشكل رأس الجبل و قمته فإن اللاشعور يمثل عمقه و قاعدته ".